«عندما حلَّقَت بي الطائرة المصرية أول مرة فوق مدينة لندن، أفقتُ من الغفوة التي غلبَتني بعد
سهر الليلة السابقة، وفتحتُ عيني لأرى من النافذة الضيقة سحاباتٍ قليلة، خفيفةً وشفَّافة
ومتباعِدة، يَسطَع عليها ضوء الشمس، ويَلُوح فيما بينها على الأرض ما يشبه البستانَ الكثيف، تقوم
في أرجائه بيوتٌ منخفضة متناثِرة ضئيلةُ الجِرْم، يضرب لونُها إلى الحُمرة، فتصوَّرتُ أننا ما
زلنا في الريف بعيدًا عن قلب المدينة.»